الفائز بجائزة محمود شريف بسيوني للعدالة لعام 2018
فاز السيد بنيامين ب. فيرينتش بجائزة محمود شريف بسيوني للعدالة لعام 2018 تقديرا لما يلي: (أ) خدمته مدى الحياة لقضية العدالة الجنائية الدولية، على مدى أكثر من سبعة عقود من النشاط الذي بذله دون كلل أو ملل، بما في ذلك ريادته في الملاحقة القضائية في قضية أينزاتسكروبن التاريخية في نورمبرغ؛ (ب) ودعوته المستمرة إلى جبر أضرار ضحايا الجرائم الدولية الأساسية وإعادة إدماجهم في مجتمعات عاملة؛ (ج) وإسهاماته التي لا ينضب مَعِينُها في إنشاء محكمة جنائية دولية فعّالة وعالمية، وتحلِّيه بخُلُق الصبر إزاء المؤسسة الصاعدة؛ (د) ومطالبته بتجريم العدوان بين الدول -بحيث يكون قابلا للإنفاذ والتطبيق على الجميع- اعترافا بإرث نورمبرغ؛ (هـ) ورؤيته الواسعة وغير المتحيزة للأهمية الكبرى للسِّلْم العالمي من خلال نظام عالمي مرتكز على قواعد لا تُخفِت من بريقه استقالة العديد من الدبلوماسيين والقانونيين الأكاديميين الدوليين أو انتقاداتهم اللاذعة؛ (و) وصفاته الملهمة المتمثلة في تفانيه وإنكار ذاته وجسارته في مواجهة سلطة الدولة، وقوة إيمانه بالإنسانية.
وقد وُلِد السيد فيرينتش في سومكوتا ماري بماراموريس فيما أصبح اليوم رومانيا بتاريخ 11 آذار/مارس 1920. وجاء إلى الولايات المتحدة طفلا صغيرا، ودرس بعد ذلك في كلية مدينة نيويورك وكلية القانون/الحقوق بجامعة هارفارد على يد روسكو بوند وشيلدون غلويك. وبعد تخرُّجه في جامعة هارفارد في عام 1943، انضم إلى وحدة مدفعية مضادة للطائرات في جيش الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1945، نُقِل إلى مقر الجيش الثالث بقيادة الجنرال باتون للخدمة في الفريق المكلَّف بإنشاء فرع لجرائم الحرب وجمع الأدلة. وشهد تحرير نزلاء معسكرات الاعتقال. وأصبح عضو هيئة ادعاء في الفريق القانوني الذي رأسه تيلفورد تايلور، إذ كان مسؤولا عن قضية أينزاتسكروبن، وهي واحدة من المحاكمات العسكرية الاثنتي عشرة التي عقدتها سلطات الولايات المتحدة في نورمبرغ. وشارك في وضع برامج التعويض وإعادة التأهيل لضحايا الاضطهاد النازي، وأدى دورا في العملية المؤدية إلى إبرام اتفاق جبر الأضرار بين إسرائيل وألمانيا الغربية في عام 1952 وأول قانون ألماني لإعادة الحق إلى نصابه في عام 1953.
وفي عام 1956، عاد السيد فيرينتش وعائلته إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ ممارسة مهنة القانون في إطار عمل خاص بوصفه شريكا للسيد تيلفورد تايلور. وفي العديد من المنشورات -منها كتابه الصادر في عام 1975 بعنوان «تعريف العدوان الدولي: البحث عن السلام العالمي»- حثّ على إنشاء محكمة جنائية دولية دائمة وإيجاد نظام قانوني دولي أقوى. وفي الفترة من عام 1985 إلى عام 1996، عمل السيد فيرينتش أيضا أستاذا مساعدا في القانون الدولي في جامعة بيس في وايت بلينز بنيويورك. وفي عام 2009، حصل على جائزة إيراسموس مشاركةً مع أنطونيو كاسيزي، وفي أبريل عام 2017، أطلقت مدينة لاهاي اسمه على الممر الكائن بجوار قصر السلام فأصبح «ممر بنيامين فيرينتش»، لتكريمه باعتباره «أحد أكبر رموز العدالة الدولية». واستكمل ابنه، البروفسور دونالد م. فيرينتش، مسيرة أعماله، حيث إنه شخصية بارزة في عالم العدالة الجنائية الدولية.
هذا، وقد تشكّلت لجنة الجائزة لعام 2018 من البروفيسور لينغ يان (جامعة الصين للعلوم السياسية والقانون)؛ والبروفيسورة شياه وي-لينغ (الأستاذة المساعدة بجامعة سنغافورة الوطنية)؛ والسيد أرني ويلي دال (المدعي العام العسكري السابق في النرويج)؛ والسيد ألف بوتينشن سِكري (أميناً للسر)، والبروفيسور مورتين بيرغسمو (رئيساً).
