أثر وجود المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وأنشطتها على دولة يوغوسلافيا السابقة: مَن يتحمل المسؤولية؟
أوسلو، 26 آذار/ مارس 2008
أنشئت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في عام 1993 وبدأت نشاطها في عام 1994. ومن حينها، أعدت المحكمة عشرات القضايا وحكمت فيها، ومنها مزاعم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في يوغوسلافيا السابقة. وقد عمل في المحكمة فريق ضم أكثر من ألف شخص على مدار سنوات على نفقة الأمم المتحدة بتكلفة بلغت 120 مليون دولار سنويا. ويوصف مقدار الاستثمار الذي وضعه المجتمع الدولي والدول في جهود المحكمة لمحاكمة الأشخاص المسؤولين عن ارتكاب جرائم دولية أساسية أمام العدالة الجنائية بأنه استثمار استثنائي غير معهود. ولا يمكن بسهولة الانتقاص من صدق المحكمة وفريق العمل بها وإخلاصهم للوفاء بمهمتها. ومع ذلك، فقد لاقت المحكمة استقبالا ضعيفا من الحكومات والشعب في يوغوسلافيا السابقة التي ارتكبت فيها الجرائم المزعومة. تُرى ما الأسباب التي تقف وراء ذلك؟ كيف نقيس تأثير المحكمة على الدول الإقليمية؟ هل فشلت "جهود التواصل" التي بذلتها بها المحكمة؟ ولماذا؟ ما هو الأثر الذي ينبغي أن يترتب على وجود المحكمة وعملها في الدول الإقليمية؟ من المسؤول عن ضمان تحقق ذلك الأثر:هل المسؤول هو المحكمة أم حكومات الدول الإقليمية أم الحكومات الأخرى أم المجتمع المدني؟ ما هي الدروس المستفادة من التفاعل بين المحكمة والدول والشعوب في المناطق التي تضررت من هذه الجرائم؟