كلمة السفيرة أنيكن آر كروتنز
لقد سرني أن حصلت على فرصة الإدلاء ببعض الكلمات بمناسبة الإعلان عن إصدار المجلدين 3 و 4 من كتاب «الأصول التاريخية للقانون الجنائي الدولي». ففي فعالية جانبية في مقر الأمم المتحدة عقدت بتاريخ 12 ديسمبر 2014، ختمت ملاحظاتي بالقول إن «النرويج [...] تدعم المؤتمر الثاني في هذا المشروع البحثي، الذي عقد في نيودلهي في الفترة 28-30 نوفمبر 2014. ونحن نفهم أن ثمة مجلدا آخر يتضمن أوراقا من هذا المؤتمر سينشر في عام 2015. ونتطلع إلى رؤية ذلك فضلا عن متابعة هذا المشروع الطموح الذي يسعى إنشاء تخصص فرعي هو "تاريخ القانون الجنائي الدولي"».
حسنا، والآن بعد أقل من عام على ذلك اليوم وذلك المؤتمر الذي عقد نيودلهي على حد سواء، نجد أنفسنا هنا بمناسبة الإعلان عن إصدار المجلد 3 الذي يضم 837 صفحة والمجلد 4 الذي يضم 996 صفحة. وهذا لا يدل على أن دار توركل أوبسال الأكاديمية للنشر الإلكتروني (TOAEC) ومركز بحوث ودراسات القانون الدولي (CILRAP) قادران فقط على العمل والوفاء بالتزاماتهما بل أكثر من ذلك. وقد صمم مشروع الأصول التاريخية للقانون الجنائي الدولي في الأصل لعقد مؤتمر واحد وإصدار مجلد واحد. لكن كانت ثمرته عقد مؤتمرين كاملين في هونغ كونغ ونيودلهي، وإصدار أربعة مجلدات تصل إلى أكثر من 3300 صفحة. وفما فتئ الاهتمام بهذا المشروع يتسم بالقوة الشديد. وقد كان موضوعه بمثابة المغناطيس، حيث اجتذب مساهمات من أكثر من 100 باحث من كل قارة.
وقد كتب الأمين العام لوزارة الخارجية النرويجية، السيد ويغر كريستيان سترومان، في مقدمته للمجلد 4 أن «التاريخ يمكن أن يكون أداتنا لإيجاد هذه الأرضية المشتركة في مجال القانون الجنائي الدولي والتخصصات ذات الصلة به. فمن خلال إقامة محفل يجتمع فيه المتحدثون في مجال القانون الجنائي الدولي ويفوق عددهم 100 عالم من مختلف أنحاء العالم، دشّن مركز بحوث ودراسات القانون الدولي عملية أوسع نطاقا من شأنها أن تكون بمثابة تذكير بأهمية أساسيات القانون الجنائي الدولي.»
وتؤكد الاستجابة لمفهوم المشروع والمشاركة الواسعة من المؤسسات الشريكة البارزة فيه أن كتاب الأصول التاريخية للقانون الجنائي الدولي خير مثال على الموضوع الذي من شأنه أن يقيم جسورا. ويتذكرنا بألا نغفل أساسيات تخصص القانون الجنائي الدولي.
ولم يعد ثمة شك في أن مركز بحوث ودراسات القانون الدولي قد حقق هدفه المتمثل في «إنشاء تخصص فرعي هو تاريخ القانون الجنائي الدولي». فعن طريق إقامة محفل يجتمع فيه أكثر من 100 عالم، لكل منهم شبكة علاقاته الواسعة، جمع المركز موارده الفكرية والإنشائية بطريقة نادرا ما تتبعها المؤتمرات والمنشورات الأكاديمية. ويشير المركز إلى هذا النهج بأنه «مجمع علمي»: تقوم فكرته على أن تعدد العقول يمكن أن يكون له أثر أكبر بكثير من عقل واحد، شريطة أن يكون وصف المفهوم والمشكلة الذي يشتركون في ملكيته حقيقي وثاقب.
أعتقد أن نجاح مشروع كتاب الأصول التاريخية يظهر قوة المركز من حيث صياغة المفاهيم والأساليب المبتكرة. وأتساءل عن المشاريع التي سيضطلع بها بعد ذلك. فمن لديهم فضول، ويبحثون عن موضوعات جديدة للمشاركة فيها، أو المهتمون بما سيأتي بعد ذلك، لربما يرغبون في الاستمرار في متابعة أعمال المركز.
وأخيرا، أهنئ مؤلفي كتاب الأصول التاريخية الحاضرين هنا اليوم، وكذلك أعضاء فريق المركز، حيث إن طريقتهم المتواضعة مصدر للإلهام.