المصلحة الذاتية للقوات المسلحة في مساءلة أفرادها عن الجرائم الدولية الأساسية
ستانفورد، 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012
اشتركت جامعة ستانفورد ومنتدي FICHL ومركز دراسات جرائم الحرب بجامعة كاليفورنيا في بيركيلي في تنظيم حلقة دراسية دولية للخبراء في مدينة ستانفورد بتاريخ 27 نوفمبر 2012 تناولت المصلحة الذاتية للقوات المسلحة في ضمان مساءلة أفرادها عن الجرائم الدولية الأساسية. وقد تحدث في هذه الحلقة الدراسية، التي استضافتها مؤسسة هوفر، عميد جامعة ستانفورد ريتشارد سايلر وزميل مؤسسة هوفر للبحث ريتشارد سوزا والقاضي ريتشاد دجيه غولدستون والنائب المساعد لوزير الدفاع ويليام كيه ليتزاو والبروفيسيور روث ويدغوود وبروس هولدر محامي عام ومدع عسكري (مدير، هيئة النيابة العامة بالمملكة المتحدة) والجنرال أجوس ويدجوجو (من القوات المسلحة الإندونيسية) والكولونيل مايكل جيبسون (نائب المحامي العام العسكري الكندي) والمحامي العام آرني ويلي دال والبرفيسيور رينيه بروفو والبروفيسيورة إليزابيث هيلمان وغيرهم. وقد أطلقت الحلقة الداسية عملية سيتمخض عنها عدة منشورات وغيرها من المتابعات.
وغالبا ما تشير الصياغات السياسية والدبلوماسية المؤيدة للعدالة الجنائية عن الأعمال الوحشية إلى مكافحة الإفلات من العقاب واستحالة قيام سلام دائم دون تحقيق العدالة، إذ إن الموضوع المشترك هو الالتزام بالتحقيق في الجرائم الدولية الأساسية ومحاكمة مرتكبيها بموجب القانون الدولي. ففي بعض الأحيان تعقد المحاكمات الوطنية استجابة لمصالح أو توقعات سياسية بحتة. وفي وسع لغة الالتزام القانوني الدولي ولغة السياسة التأثير على القرارات العسكرية أو المدنية الصادرة بشأن التحقيق أو المحاكمة بوصفهما أداة للترهيب والزجر، إلا أن الحلقة الدراسية لم تعُنِ بالترهيب فحسب وإنما عُنيت بالترغيب أيضا.
وغالبا ما يوجد ميل نحو ترشيد المساءلة وإلى فرضها كأداة "للترهيب" حتى عندما قام بها الجيش. ومع ذلك ينبغي على المرء أن ينظر إلى المساءلة من منظور "الترغيب"، أي من خلال ما إذا المساءلة تصب في المصلحة الذاتية للقوات المسلحة. لماذا يفضل الجنود والضباط والقادة العسكريون أنفسهم هذا النوع من المساءلة؟ هل السبب أن آليات المساءلة تميزهم كعسكريين لا تنتقص من مكانتهم تلك الجرائم؟ أم أن السبب هو طريقة عمل هياكل الحوافز للأفراد كالترقية مثلا؟ هل يقلقهم احتمالية أن يقضي ارتكاب جرائم الحرب على ثقة العامة في الجيش، مما يصعد المخاطر الأمنية التي تواجههم وحجم انتشار الجنود في المنطقة ذات الصلة وتكلفته؟ أم تحركهم بواعث معنوية أو أخلاقية أو دينية؟ هل تضمن المساءلة درجة تحقيق أعلى من الانضباط وارتفاع أكبر في الروح المعنوية، وبالتالي تضمن تنفيذ الأوامر بفاعلية أكثر؟ أم هل السبب أن المساءلة تعطيهم ميزة سياسية في مواجهة خصومهم المحتملين؟ أم هل السبب أنها تعزز صورتها لدى الجمهور؟ أيمكن لهذه المساءلة أن تكون ذات أهمية حاسمة عندما تشارك القوات المسلحة في الجهود الرامية إلى تأسيس نظام جديد في حالات ما بعد النزاع أو في عملية إرساء الديمقراطية؟
يساهم المنتدى في إيجاد فهم أفضل لأسباب المصلحة الذاتية التي يحتمل أن تكون لدى القوات المسلحة عند ضمانها المساءلة عن الجرائم الدولية الأساسية من خلال تحديد وبيان واضحين للمسائل المذكورة أعلاه وغيرها. وستوفر منشورات الحلقة الدراسية لرجال القانون العسكريين حول العالم بيانا شاملا بهذه الأسباب يتناول أيضا احتياجات الآليات المؤسسية للتدريب العسكري. وستنشر الأبحاث التي قدمت في الحلقة الدراسية في أجزاء فضلا على منشور موجز سياسة مختصر يلخص حصيلة الحلقة الدراسية على الإنترنت وسيطبع بالإنجليزية والفرنسية والأسبانية والبرتغالية بعد الفاعلية بفترة وجيزة، وسيضم الموجز ويشرح كل مصلحة من المصالح الذاتية للقوات المسلحة في ضمان المساءلة كما حددتها الحلقة الدراسية.